يتأثر التكيف النفسي والاجتماعي للأشخاص المعاقين سمعياً بشكل كبير بالسياق الاجتماعي ، فعملية التواصل مع الطفل المعاق سمعياً هي محدودة وتتطور ضمن العائلة أو أسرة الطفل ، لذلك فأن الأطفال المعاقين سمعياً يواجهون صعوبات في تكوين أصدقاء ، كما أن فرصهم في التفاعل مع أقرانهم بسبب ما تفرضه مشكلات التواصل لديهم .
((أن تباين ردود الفعل التي تصدر عن رفقائهم وأسرهم والآخرين ، هذا بالإضافة إلى صعوبات التواصل تؤدي إلى صعوبات في التكيف الاجتماعي وخفض تقدير الذات ، وهذه الصعوبات تظهر كنتائج خاصة عندما يشعر الطفل المعاق سمعياً بالرفض من قبل الأطفال الآخرين الذين يتفاعل معهم يومياً والذين يعتبرون عنصراً أساسياً بالنسبة له ، أن الظروف البيئية غير الجيدة والضعف في تزويد الطفل المعاق سمعياً بيئة داعمة يؤثر سلبياً على تكيفه .
إذا كانت تنشئة الأطفال الصم في أجواء يرتكز كل شيء فيها على تصحيح النواقص وبشكل خاص التركيز على النطق الصوتي فأنهم سيعانون الأمرين والمفردات الصوتية القليلة التي يصدرونها أو تعلموها خلال السنوات من العمل المضني لا تلبي احتياجاتهم التواصلية.
((وقد أظهر (Jurgen Rucsh) أنه لا يوجد تطور نفسي سليم لدى الأطفال الصم الذين يعانون من مشكلات التواصل والأم لا تدرك أو تعرف كيف تستجيب إلى ما يحاول طفلها الوصول إليه يؤدي إلى الإحباط والارتباك والحصر النفسي لذلك الطفل هذا بالنسبة للطفل الطبيعي أما بالنسبة للطفل الأصم فأن الأم تشعر بالإحباط جاهدة أن تفهم ما يحاول طفلها أن يخبرها خاصةً أصول التعليم الامومي المذهل فالأم تتألم لكونها سببت لطفلها معاناة من جراء عدم مقدراتها على فهمه أو تجعل من نفسها أكثر وضوحاً كي يفهمها طفلها
تصوركم هو قاسيٍ على الأم أن يكون لديها عبارات تهدئ طفلها في المواقف الصعبة والمبهمة على الطفل مثل الانتقال إلى بيت جديد، والتضاؤل الخطر لأجواء تفاعل الأم والطفل تنتهي صعوبات التواصل هذه بالتأثير على التطور النفسي للطفل فالإحباط و التوترات وسوء الفهم الذي لا يمكن تجنبها تؤدي عاجلاً أم أجلاً لنوع من الاضطرابات السلوكية ، ولذلك يكون الأطفال ميالين إلى الهيجان والغضب الشديد وأن نسبة كبيرة من الأطفال ذوي الصمم العميق قد صنفوا إلى مصابين بالاضطرابات العقلية في فترة حياتهم وهؤلاء يكونون ميالين للتمرد والتراجع عن ما يحاول الكبار الوصول إليه ، ويظهر أن الأطفال الصم هم أقل سعادة من الأطفال السامعين واقل متعه بالتفاعل وذلك في أثناء تفاعلهم مع أمهاتهم وخيبة الأمل هي أن الأطفال الصم نادراً ما يرون في عيون أمهاتهم انعكاسات إيجابية وأحساسية بالقيمة بالمقابل نجد أن الأطفال السامعين يعرفون أنهم مبعث فخر أمهاتهم وسعادتهن وباختصار فأن الأهل معلقون بدورات من الخدمات العلاجية التي لم تعمل شيئاً لمساعدتهم على قبول بطفلهم كطفل استثنائي وفرد مختلف والتشديد على المساواة (التكلم) والحزن يمنع الولدين من القبول المدرسي للصم وهو شرط أساس من أجل ملاءمة النمو النفسي والنمو الاجتماعي وهكذا يضعون الأطفال في معاناة غير ضرورية فكيف للطفل أن يتفتح ويكون سعيداً إذا لم يقبل به كما هو؟ أن الصم لديهم لغتهم المرئية وهم بها قادرون على الوصول إلى اعتبارهم أشخاص كاملي التكلم وعندما يصل الأهل لهذا الإدراك يكتشفون الفرح العظيم فكلمة اصم لم تعد تعني ابكم وفي النهاية فالأهل أحرار بقبول أعاقة طفلهم واختلافه وانهم لا يعودوا يرون اطفالهم من خلال نقص النطق الصوتي فقط والواقع أنهم اكتشفوا ذلك من خلال الأسلوب المرئي إذ يستطيع الطفل التعبير عن نفسه بشكل رائع .
وبذلك فقد رأينا أن التطوير الادراكي قد يكون ابطأ وأن التطور المصدري قد يتأخر وكذلك الحال سيتأخر التطور الإبداعي إذا كان التواصل ضعيفاً ، كل ذلك لأنه ليس هناك حافز ولا مكافأة، فالحافز (السبب) والمكافأة (ما تحصل عليه عندما تفعل شيء جديد) وهما التواصل بحد ذاتهما ، وإذا كان التواصل ضعيف فأن الأمر سيؤدي مزيداً من العزلة وهذا الذي يحصل غالباً فبسبب ضعف التواصل يبدو الأطفال الصم مختلفون (التطور الادراكي متأخر) ومضطربون نفسياً وضعف في التطور المصدري ودون المستوى .
وحتى أكتشاف النفس بالنسبة للطفل الأصم هو أكثر صعوبة من الطفل السامع فالأصوات التي تسمعها تساعدنا في توجيه أنفسنا لتعرف اين نحن ويتعلم الطفل الأصم أن (يرى) أفضل للتغلب على هذه المشكلة لكنه مرة أخرى يحتاج إلى التواصل لحل المشكلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق